لماذا خلق الله كل شيء؟
يقول الله عز و جل في كتابه الكريم أنه لم يخلق كل ما هو موجود عبثا، قال تعالى:
(و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون) سورة الذاريات، الآية: 56.
لقد خلقنا الله تعالى لنعبده وحده و لا نشرك بعبادته أحدا.
(و هو الذي خلق السموات و الأرض في ستة أيام و كان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملا و لئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) سورة هود، الآية: 7.
لقد خلق الله جميع ما نسميه الكون كاختبار لنا، و هذه الدنيا ليست دار القرار، و ما يمكن أن نعتبره "خيرا" أو "شرا" يمكن في الواقع أن يكون عكس ذلك تماما.
(تبارك الذي بيده الملك و هو على كل شيء قدير، الذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا و هو العزيز الغفور، الذي خلق سبع سماوات طباقا ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور، ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير.) سورة الملك، الآيات: 1 – 4.
يصف لنا القرآن الكريم طبيعة البشر، و السرعة التي ننسى بها كل هذه النعم الرائعة التي تقدم إلينا يوميا. يقول الله تعالى في كتابه الكريم: ( و إذا مس الإنسان ضر دعا ربه منيبا إليه ثم إذا خوله نعمة منه نسي ما كان يدعو إليه من قبل و جعل لله أندادا ليضل عن سبيله قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار) سورة الزمر، الآية: 8.
و نحن ننسى لأننا إنسان، و الإنسان مشتق من النسيان، و هذا جزء من الاختبار بالنسبة لنا. هل سنستعمل فقط الذاكرة الانتقائية و نتغاضى عما ندين به لخالقنا؟ أم أننا سنكون من الشاكرين حتى عندما نكون في شدة أو كرب؟
(فأما الإنسان إذا ما ابتلاه ربه فأكرمه و نعمه فيقول ربي أكرمن، و أما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه فيقول ربي أهانن) سورة الفجر، الآية: 15 – 16.
و من ثم يوضح لنا الله عز و جل الأسباب الحقيقية وراء كل هذا: (كلا بل لا تكرمون اليتيم، و لا تحاضون على طعام المسكين، و تأكلون التراث أكلا لما، و تحبون المال حبا جما) سورة الفجر، الآيات: 17 – 20.
الله خلقنا و أسبغ علينا كرمه و نعمه، و مع ذلك، فإننا متهاونون كثيرا في حقه علينا أن نعبده وحده، و ننكر يوم الحساب الذي سيسألنا فيه عن نعمه.
(يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم، الذي خلقك فسواك فعدلك، في أي صورة ما شاء ركبك، كلا بل تكذبون بالدين) سورة الانفطار، الآيات: 6 – 9.
فكيف سننظر إلى أوضاعنا و محيطنا؟ و كيف سنعامل الآخرين؟ و هل نحن مستعدون للمسامحة أم للإدانة؟
كل هذه الأشياء تشكل جزءا من الاختبار بالنسبة لنا، و التي سوف نسأل عنها يوم الحساب.